سيدني - قدس الإخبارية: شهدت مدينة سيدني الأسترالية صباح الأحد مسيرة ضخمة تحت عنوان "مسيرة من أجل الإنسانية، شارك فيها عشرات الآلاف على الجسر الشهير للميناء، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي ودعمًا للفلسطينيين في غزة. ورفع المتظاهرون لافتات تُظهر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في هيئة أدولف هتلر، وأخرى كتب عليها "من النهر إلى البحر" و"إسرائيل تقتل الأطفال في غزة"، في تعبير واضح عن الغضب الشعبي تجاه الجرائم الإسرائيلية.
كما حمل بعض المشاركين أواني الطهي رمزًا للمجاعة التي يعانيها القطاع، فيما لوّح آخرون برسومات البطيخ الذي أصبح رمزًا شعبيًا لفلسطين، مرددين هتافات مثل "أوقفوا الإبادة" و"كلنا فلسطينيون"، وارتدى كثيرون منهم الكوفية الفلسطينية رغم الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي رافقت المسيرة.
المشاركون تنوعوا بين مسنين وعائلات وأطفال. وقال دوج، وهو رجل ستيني حضر المسيرة: "يكفي، لقد حان الوقت. عندما يجتمع الناس من كل أنحاء العالم لرفع أصواتهم، يمكنهم مواجهة الشر والانتصار عليه". فيما أكدت تيريز كيرتيس، وهي سيدة ثمانينية، أنها تسير “لأن لي الحق في الرعاية الصحية في أستراليا، بينما يُحرم الفلسطينيون من هذا الحق الأساسي مع قصف مستشفياتهم وحرمانهم من العلاج”.
وكان من بين المشاركين مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، في ظهور علني نادر منذ إطلاق سراحه عام 2024 بعد اتفاق مع الولايات المتحدة أنهى ملاحقته بتهم تجسس، حيث عاد إلى بلاده أستراليا بعد سنوات قضاها لاجئًا في سفارة الإكوادور بلندن. أسانج المعروف بانتقاداته الحادة لـ"إسرائيل" استغل مشاركته ليجدد موقفه الداعم للفلسطينيين.
السلطات المحلية في ولاية نيو ساوث ويلز حاولت الأسبوع الماضي منع المسيرة من عبور الجسر بحجة المخاطر الأمنية وتعطيل حركة السير، غير أن المحكمة العليا سمحت بتنظيمها هناك. ونشرت الشرطة مئات العناصر لتأمين المسيرة، لكن ومع تزايد الحشود قررت مع المنظمين إيقافها قبل موعدها المقرر خشية وقوع تدافع أو كارثة. بالتوازي، شهدت مدينة ملبورن مظاهرة مماثلة تخللتها مواجهات محدودة بين المتظاهرين والشرطة التي أعلنت عن اعتقال شخص واحد على الأقل بعد إغلاق جسر رئيسي.
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الذي يتعرض منذ بداية الحرب لانتقادات من حكومة الاحتلال بزعم "إذكاء معاداة السامية"، جدّد مؤخرًا انتقاداته الشديدة للعدوان الإسرائيلي، معتبرًا أن منع المساعدات وقتل المدنيين في غزة "لا يمكن تبريره أو التغاضي عنه". وتأتي هذه التطورات وسط تزايد حوادث استهداف الإسرائيليين في أستراليا خلال الأشهر الأخيرة، بينها إحراق كنيس والهجوم على مطعم يملكه الشيف الإسرائيلي إيال شاني.